يحب المترجمون عامةً الاقتباسات الجيدة والملهمة عن الترجمة التي تجعلهم يفكرون أو يبتسمون أو يشعرون بالفخر لكونهم مترجمين. ويختار الكثير من المترجمين هذا المجال بدافع الاهتمام والشغف. ويضيف هؤلاء الأبطال المجهولون قيمة كبيرة للمؤسسات التجارية والصناعية والمجتمعات. وإدراكا لقيمة مهمتهم وأهميتها، تتردد أقوال عن الترجمة تعبّر عن مواقف كتاب وفلاسفة وسياسيين إزاء الترجمة.
مما لا شك فيه أنه تزداد الحاجة للترجمة القانونية كلما ازداد انفتاح المجتمع وزاد احتكاكه بالمجتمعات الأخري وهنا نلاحظ أن الترجمة القانونية تدخل بشكل متزايد في إطار عمل القانونيين وذلك بأحد طريقتين عامتين: (1) إما تدخل في المهام اليومية للمحترف القانوني وبطبيعة شغله كمحام أو قاضي أو محكم مثلاً. في هذه الحالة يؤدي القانوني مهام ترجميه بجانب عمله كمحام مثلًا أو يستعين بمصادر إنجليزية في كتابته القانونية باللغة العربية أو العكس، وهنا يكون للقانوني متعدد اللغات والملم بالترجمة القانونية فرصة أكبر من زملائه من أحادي اللغة في اقتناص الفرص المميزة في مكاتب وشركات المحاماة وأيضًا المنظمات والمحاكم الدولية. (2) وإما تستولي الترجمة القانونية على المحترف القانوني كليًا ليصبح مترجم قانوني متخصص، وهنا تكون ممارسة الترجمة القانونية بديل عن المهن القانونية الاحترافية كالمحاماة والتي تطلب تحليل وتطبيق للقانون ولا تتوقف عند ترجمة النص، وهنا يكون للمترجم القانوني ذو الخلفية القانونية فرصة أكبر لاقتناص الفرص والعقود الترجمة المتوسطة والضخمة من أقرانه ذو الخلفية اللغوية وذلك نظرًا لأن ترجمة القانون تعتبر ترجمة تقنية جدًا وديناميكية تتغير بتغير السياق.
القانون هو لغة في حد ذاته، لا يفك طلاسمها إلا دارسوها أو العاملون بها، بعدما اكتسبوا العقلية القانونية التي تؤهلهم لذلك، والأمر نفسه بالنسبة للترجمة القانونية. ولطالما عهدنا أن دارسي القانون يمتهنون المحاماة والأعمال القانونية ونحو ذلك، غير أن هناك طائفة منهم قد تشغفهم مجالات أخرى غير تقليدية تتطلب المرجعية القانونية نفسها، وتأتي الترجمة القانونية Legal translation في طليعة تلك المجالات.
تختص الترجمة القانون بنصوص تقع ضمن مجال القانون. في الواقع فإن الأمور المالية تختلف من بلد لآخر، لذا يجب على المترجمين المحترفين المتخصصين في حقل القانون فقط التعامل مع هذه المستندات. يجب أن يكون النص المترجم صحيحا، إذ أن وجود خطا واحد يمكن أن يفرز عواقب وخيمة وخطيرة شاملا تحقق خسائر مالية أو عواقب تتعلق بالقضايا المرفوعة في المحاكم.
بدأ مسار الترجمة بتقديم الإنسان الأول عندما بدأ يتحدث مع شركائه لعرض وجهات نظره بالكلمات. يمكن أن يكون ذلك بمثابة المرحلة الأساسية والأولية طوال فترة وجود الترجمة. في وقت لاحق، مع تطور المجتمعات البشرية والمؤسسات المدنية، بدأ العمل وفقًا لاحتياجات الأنظمة الاجتماعية البشرية. بدأت المجتمعات المختلفة في حفظ ذكرياتها على هيئة نقوش على فواصل أو جلود كريتير، والتي نحن نحاول تفسيرها اليوم بلهجاتنا بسبب التطور الذي شهده العالم على مراحل الزمن.
ن الترجمة القانونية من أهم المجالات التي تحتاجها المجتمعات في العصر الحديث ، فانفتاح المجتمعات و احتكاكها مع بعضها البعض نتيجة السفر للدراسة أو الاستثمار التجاري أو ازدياد الشركات الأجنبية و ما يصاحب ذلك من معاملات قانونية فرض ضرورة الحاجة إلي الترجمة و المترجم القانوني لتسهيل التواصل و التعامل بين الافراد و المؤسسات من خلال ترجمة الوثائق و المستندات التي تتم بينهم، فالترجمة القانونية عبارة عن ترجمة بين لغتين قانونيتين مختلفتين تعبران عن نظامين قانونين مختلفين، وبالتالي لا يمكن فهم الترجمة القانونية إلا من خلال فهم النظام القانوني، و لذلك لابد أن يكون المترجم القانوني ملماً بالنظامين القانونيين للغة المنقول منها و اللغة المنقول إليها ، و كذلك التحكم و الاستيعاب الدقيق للمفاهيم القانونية التي تنتجها الأنظمة القانونية لكي يستطيع المترجم أداء الواجب المطلوب منه علي أفضل وجه .